فضاء حر

المسكوت عنه .. من يربح الحرب..؟

يمنات

فارس العليي

مثلما تتحول الجبهات المقاتلة في صفوف الشرعية الى مكان مناسب للاصلاح والتيارات الدينية السلفية والمتطرفة تصبح جبهة الضد من ذلك فرصة مناسبة لمحوثة المقاتلين اليمنيين من كل الاتجاهات والمشارب السياسية والمستقلين ايضا، ما يجعل الأطراف الحليفة متحفظة عن ارسال مقاتلين الى الجبهات ولو بصورة متقطعة، وقليلا قليلا سيسوء الأمر اكثر.

ذلك ان هذه الأطراف لا تعترف بالشراكة بصورة عملية ولا تحترم انتماءات الناس وأهمية تعدد قناعاتهم وتنوع انتماءاتهم السياسية لتعزيز اهداف المعركة وترسيخ عقيدة القتال الوطنية، وتأثير ذلك على التماسك والتلاحم الوطني وانعكاس المعركة على المجتمع والعكس سلبا وإيجابا.

الحرب تحت راية وطنية جامعة وفاء و إخلاصا لكرامة الوطن وابنائه اهم من اي شعارات أخرى، اذ تستخدم التيارات الدينية الدين مدخلا للوصول الى شرعية تمثيلهم عبر رموزهم الدينية منذ زمن الغابرين والى الآن، القتال تحت راية الإسلام ومن اجل من يمثل خلفية المسلمين امر يعرفه التاريخ الديني للمعارك، والوطن رقعة ارض ليست نهاية التمدد الذي يريدونه لإنهاء معاركهم، فكلهم قالوا ويقولون ان مشروعهم عالمي يتعدى الأوطان التي يقطنونها ويحملون شعارات عابرة للقارات، لذلك لاحظوا فعالياتهم وتجمهراتهم ومناسباتهم وشعارتهم وهتافاتهم في المعارك اين هي من الوطن..؟ اين حب الوطن في محاضرات التوعية والتثقيف التي يقيمونها، وكم تكرر ذكره في تلك الجلسات مقارنة بتكرار وتمحيص وذكر أحداث وولاءات بذاتها..؟

كم مرة استشهدوا بثائر او بطل او حدث ما تحرري في التاريخ اليمني او العربي..؟ والى أي حد كرسوا لحضور الوطن في تطبيقاتهم وبرامجهم التدريبية او النظرية..؟ اجروا عملية اختبار لمعلومات من ذهبوا مع او ضد الشرعية او تحالف الحوثي/صالح لحضور محاضرات تدريبية وتوعوية .. واعرفوا منهم تقريبا ما الذي سمعوه وتعلموه وتدربوه ولأجل من..؟ ثم اجروا عملية تحليل نقدي للأمر وقيسوا حجم وشكل الوطن الذي يقاتلوا من اجله.

خلاصة الأمر: الجبهات تصبح ميدان ملائم ومناسب لأستقطابات عقائدية هامة تقوم بها التيارات الدينية و يقاتلون فيها تحت راية وطنية ظاهريا ولأغراض اخرى عميقة لا يمكن إدراكها مبتدأ، ولكن ما ان تتضح الرؤية مع المزيد من محاضرات وجلسات الا بعد فوات اون اهمية استنباط المسألة، فخلال القتال تحدث علاقات اجتماعية وبينيه جديدة قد تنسف اي رؤية اجتماعية او ثقافية او ايمان فكري سابق، وتمتد هذه العلاقة للتأثير على المجتمع الذي يعزز تلك الجبهات اعتقادا منه بانها لأجل الوطن وان كل تلك التضحيات في سبيله.

هذا ما يحز في النفس كما حزت مسألة تفعيل حزب المؤتمر الشعبي العام للعضوية خلال الثلاثة الأشهر الماضية جرى خلالها العديد من الاستقطابات لعضوية جديدة وتثبيت وفرز جديد للعضوية القديمة بينما يموت اليمنيين بفعل نيران وصورايخ العدوان الهمجي على اليمن، والذي قد يكون ردا ضمنيا احتجاجيا على انصار الله في هذا المنحى ان ادركوا هذا، وكما هي المسالة ذاتها في التمزقات بين مختلف الأطراف المتحالفة مع الشرعية” تعز وعدن ومأرب ” وكلها ولاءات ومشاريع لاوطنية تلخص مأساة اليمنيين الذين يضحون بأرواحهم ويفتدون بها الوطن العزيز بينما تجرى في النهاية تعزيز تواجد ميداني وسياسي وعسكري لمختلف الفصائل المليشاوية، والخاسر الأكبر فيها في رأيي الوطن أولا.

اما التيارات اليسارية بالذات لأسباب عدة فخاسرة لامحالة، فبعد ان تحولت من أحزاب آمنت بالعمل السلمي كمنطلق أساسي وثابت لبرامجهم ولوائحهم السياسية، أصبحت بالاختلاط مع مقاتلي الإصلاح والتيارات الدينية ومحاضرات مشائخها وعلمائها مزيج من يساري مشوه ومضطرب فكريا ويعش صراع نفسي خلال معركة واهداف تتضادد مع ما تربى عليه تنظيميا، والمكابر فيهم سيعود بعد الحرب “بخننه” ولهجة ستقلقل مخارج العمل التنظيمي وتعجنه برؤية دينية كما يجيدوا مخارج الحروف بطلاقة مالم فبطلقة تعبيرا عن مستوى الديمقراطية ومساحة القبول بالآخر التي بالطبع سيتعلمونها في المعركة، ناهيك عن خسارتهم للقاعدة الجماهيرية في نصف محافظات الجمهورية اليمنية.

و وحدها التيارات الدينية من تربح الحروب وتخرج بمحصلة كبيرة من المال والعدة والعتاد و القوى البشرية العقائدية المقاتلة التي ستموت ولاء لما تعملوه في المحاضرات وأثناء المعارك. ووحدها رموز اليسار الفاعلين في الحرب فقط من سيثرون ويربحون وفيما تخسر هذه الأحزاب سمعتها التاريخية بشكل مهين.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى